أفادت وكالة “بلومبيرغ” أن شركة “أرامكو السعودية” قررت إلغاء خططها لبناء مشروع ضخم للتكرير والكيماويات في الرياض، بالإضافة إلى مراجعة ثلاثة مشاريع أخرى، وذلك في إطار إعادة تقييم خطط الإنفاق مع تركيزها على التوسع في الأسواق الآسيوية.
وبحسب مصادر مطلعة، لن تمضي “أرامكو” ووحدتها “سابك” قدماً في إنشاء منشأة مخطط لها بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يومياً في رأس الخير على ساحل الخليج السعودي.
كما تم إرجاء فكرة نقل المشروع إلى الجبيل، وهو مؤشر واضح على أن “أرامكو” تعيد توجيه استثماراتها نحو مشاريع في آسيا، خاصة في الصين، حيث تسعى الشركة إلى ضمان طلب طويل الأجل على النفط السعودي من خلال صفقات استراتيجية.
يُعد هذا التوجه جزءاً من استراتيجية أوسع لـ “أرامكو”، حيث ترى الشركة أن الطلب على المواد الكيماوية مثل البلاستيك يفوق النمو في استهلاك الوقود التقليدي مثل البنزين والديزل، خاصة مع تسارع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.
وبناءً على ذلك، تتوقع الشركة أن معظم التوسع المستقبلي في قطاع الكيماويات سيأتي من الأسواق الآسيوية، التي تشهد نمواً سريعاً في الطلب على المنتجات الكيماوية.
من جانب آخر، أشار التقرير إلى أن “أرامكو” تواجه حالة من عدم اليقين بشأن الطلب المحلي في السعودية، على الرغم من أنها توسع بالفعل مواقع كيماوية أخرى داخل المملكة. هذا التحدي دفع الشركة إلى إعادة النظر في بعض مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تصل تكلفتها إلى مليارات الدولارات.
وفقاً لمصادر مطلعة، تقوم الشركة حالياً بمراجعة ثلاثة مشاريع كيماوية مخطط لها في الجبيل وينبع لتحديد مدى جدوى المضي فيها.
ورغم عدم تعليق “أرامكو” على هذه التقارير، تشير المصادر إلى أن الشركة تستمر في تحركاتها لجمع التمويل اللازم لدعم خططها التوسعية. في نهاية سبتمبر الماضي، جمعت “أرامكو” 3 مليارات دولار من خلال طرح صكوك دولية، بعد أن جمعت 6 مليارات دولار أخرى في يوليو 2023.
يُعد هذا التمويل جزءاً من استراتيجية الشركة لمواكبة متطلبات رؤيتها الطموحة والتزامها بتوزيع أرباح نقدية ضخمة، حيث تتوقع دفع توزيعات تصل إلى 124.3 مليار دولار في 2024.
تمثل “أرامكو” أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السعودي، وتلعب دوراً محورياً في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
