خسر أغنى 500 شخص في العالم، بقيادة جينسن هوانغ المؤسس المشارك لشركة “إنفيديا”، ما مجموعه 108 مليارات دولار يوم الإثنين، بعد أن تسببت عمليات بيع واسعة في قطاع التكنولوجيا مرتبطة بمطور الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” (DeepSeek) في انهيار المؤشرات الرئيسية.
أدت هذه الأحداث إلى انهيار المؤشرات الرئيسية، حيث انخفض مؤشر “ناسداك” بنسبة 3.1%، ومؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.5%.
كانت الخسائر الأكبر بين المليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وفقاً لمؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات، خسر جينسن هوانغ 20.1 مليار دولار، ما يعادل 20% من ثروته.
كما شهد لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة “أوراكل”، خسارة 22.6 مليار دولار، بنسبة انخفاض بلغت 12% من ثروته.
وأصابت الخسائر أيضاً مايكل ديل، مؤسس شركة “ديل”، بخسارة 13 مليار دولار، بينما فقد تشانغبينغ زاو، المؤسس المشارك لشركة “بينانس”، 12.1 مليار دولار. إجمالاً، تبخرت 94 مليار دولار من ثروات عمالقة التكنولوجيا، وهو ما يمثل نحو 85% من إجمالي الانخفاضات المسجلة.
السبب الرئيسي وراء هذه الخسائر كان دخول شركة “ديب سيك” الصينية إلى سباق تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد أثارت الشركة اهتماماً عالمياً بعد أن تصدر تطبيقها المجاني للدردشة “ديب سيك آر 1” قوائم التحميل حول العالم.
رغم النجاح، واجهت الشركة تحديات تقنية بسبب التدفق الكبير للمستخدمين، ما أجبرها على تقييد التسجيلات للمستخدمين الذين يمتلكون أرقام هواتف صينية فقط.
يشكل نجاح “ديب سيك”، الذي كلف تطويره 5.6 مليون دولار فقط، تحدياً كبيراً للنماذج الغربية التي تعتمد على إنفاق رأسمالي ضخم. هذا النجاح أثار قلق المستثمرين الغربيين الذين يعتمدون بشكل كبير على سلاسل توريد الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون.
على الرغم من الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي في الغرب، فإن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ميتا” و”مايكروسوفت” و”ألفابت” حافظت على تقييمات قياسية خلال الأعوام الماضية، مضيفة مليارات الدولارات إلى ثروات مؤسسيها.
في الوقت الذي شهد فيه جينسن هوانغ ولاري إليسون خسائر فادحة، ارتفعت ثروات مارك زوكربيرغ وجيف بيزوس، حيث حقق زوكربيرغ مكاسب صافية بلغت 4.3 مليار دولار يوم الجمعة الماضي، فيما أضاف بيزوس 632 مليون دولار إلى ثروته.
إن التطورات الأخيرة التي تقودها شركة “ديب سيك” أثارت تساؤلات واسعة حول استراتيجية الإنفاق الرأسمالي الضخم التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا الغربية.
وفقاً لتقارير، فإن الشركة الصينية تمكنت من تطوير تقنيات مبتكرة دون الحاجة إلى الاستثمارات الضخمة التي تنفقها الشركات الغربية على أشباه الموصلات ووحدات معالجة الرسومات.
ورغم قيود التصدير الأمريكية، يبدو أن الشركات الصينية قد نجحت في الحصول على الموارد اللازمة، مما يعيد تشكيل خريطة المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.
