الرياض- بزنس ريبورت الإخباري|| باتت مدينة نيوم السعودية المستقبلية، التي تزيد تكلفتها عن 500 مليار دولار، حدث تاريخي مستوحى من الخيال العلمي القابل للتحقيق.
وتناولت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية، في تحقيق مطول لها، الحديث عن مدينة نيوم السعودية، باستعراض “كتالوج” التصميمات المزمع تنفيذها في المشروع العملاق.
وذكر تقرير “بلومبيرغ” أن الهدف من مدينة نيوم السعودية، ترسيخ أكبر وأصعب مشاريع البناء في التاريخ لجعلها حقيقية، وتحويل مساحة من الصحراء بحجم دولة بلجيكا إلى مدينة ذات تقنية عالية.
مدينة نيوم السعودية
وقال التقرير: “ستكون مدينة نيوم تحفة فنية من شأنها تغيير اقتصاد المملكة بتضمينها التقنيات التي يمكن أن تحدث ثورة في الحياة اليومية”.
وأضاف: “من المفترض أن يكون لدى نيوم، منتجع للتزلج، وممرات للسباحة، وكل متر فيها سيكون مربوط بالتكنولوجيا، وهي بهذا التصميم تعد مثالا وحلما للبلاد التي تهدف لبناء المدن المستقبلية”.
وتابع التقرير: “في أحد أيام سبتمبر الماضي، وصل بريد إلكتروني إلى كريس هابلز جراي الذي كتب كثيرًا عن الهندسة الوراثية والصعود الحتمي للسايبورغ cyborgs، ويطلب منه البحث عن السمات الأساسية في روايات وأفلام الخيال العلمي القابلة للتحقيق”.
وقال جراي: “كنت مفتونًا بهذا العرض فتوليت المهمة، ووقعت على الخطة التي ستغير رؤيتنا للعالم من الآن فصاعدا”.
وفي جزء آخر من التقرير، تحدثت “بلومبيرغ” عن تلك الأعمال المستوحاة من الخيال مثل المصاعد التي توحي بأنها تطير بطريقة ما في السماء، والمباني الحلزونية المزدوجة أو تلك التي تأخذ شكل أجنحة صقر ممدودة وأخرى على شكل زهرة تتفتح.
بالإضافة إلى خطة الـ Silver Beach، فبدلًا من أن يكون الشاطئ عبارة عن مجرد رمال، فإنه سيكون مبطنًا بطريقة ما بالرخام المسحوق، والذي من شأنه أن يتلألأ في الشمس مثل الفضة، بالإضافة إلى Oxagon وهي منطقة صناعية شاسعة سيتم بناؤها جزئيًّا على هياكل عائمة في البحر الأحمر.
كل ذلك بالإضافة إلى نادي لليخوت، وحلبة سباق سيارات كهربائية، وأكثر من 400 قصر، بعضها يصل حجمه إلى 100 ألف قدم مربع، وقد عرضت بلومبرغ العديد من الصور على Bloomberg Businessweek.
أفكار جديدة
وتساءل التقرير عن كيف ستمتلئ المدينة بالسكان قائلًا: “ستصبح المدينة موطنًا لملايين الأشخاص الذين سيعيشون في وئام مع البيئة، معتمدين على محطات تحلية المياه وشبكة كهربائية متجددة بالكامل، وسيستفيدون من البنية التحتية المتطورة والنظام التنظيمي المصمم صراحة لتعزيز الأفكار الجديدة، وتكرس الدولة موارد هائلة لجعلها حقيقة واقعة”.
وقال التقرير: “أحد أفضل المشاريع المفيدة للبشرية ككل، وليست السعودية فحسب، هو تأسيس منشأة بقيمة 5 مليارات دولار لإنتاج الهيدروجين للمركبات، وهو أمر يحد من تلوث البيئة والمناخ”.
كما وأكدت “بلومبيرغ” أن المملكة العربية السعودية ستصبح قريبًا مركزًا للابتكار وريادة الأعمال وخالية من الفساد بالإضافة إلى اللمعان التكنولوجي بها.
ولفت التقرير إلى أن مدينة نيوم السعودية جذبت العديد من المستثمرين مثل ستيف شوارزمان وماسايوشي سون، الرئيسان التنفيذيان لشركة بلاكستون وسوفت بنك، وكانا من أوائل الأشخاص الذين أيدوا المشروع، ورأى المهندسون المعماريون والمخططون فرصة نادرة لتشكيل مدينة من الألف إلى الياء.
في حين، قالت جان باترسون، وهي بريطانية كندية ترأس التخطيط لـ قطاع الرياضة في نيوم، إنها تريد أن يكبر أحفادها في المدينة، التي تأمل أن تكون المركز الحضري الأكثر نشاطًا بدنيًّا في العالم.
وأضافت: “تخيل تلميذة في الصف السادس عندما تستيقظ، ستقوم مرآة حمامها مثلًا بفحص التمثيل الغذائي الخاص بها، وبناءً على النتائج ستقترح الغذاء المناسب لها، وفي الخارج ستجد ممرات للسباحة وممرات للركض، وستقع مدرستها وبيتها وعمل أبويها على بعد 20 دقيقة على الأكثر مشيًا، ما يعني حياة صحية للجميع”.
وتابعت: “إذا سارت الأمور على ما يرام، فيمكن لسكان المدينة أن يكون عندهم 10 سنوات أكثر في متوسط الأعمار”.
