اشتداد الجائحة الصحية في الهند يُهدد سوق النفط العالمي

نيودلهي – بزنس ريبورت الإخباري|| تأثرت مستويات الانتعاش من الوباء في الهند بالارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بفيروس كورونا، والتي من المرجح بأن تمتد لأسابيع قادمة.

وتخوّف مراقبون من أن وباء كورونا في الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم،

وأسرع الاقتصادات الآسيوية نموا واعتمادا على الطاقة التقليدية، سيؤثر على طلب الوقود، مما

سيتسبب بانتكاسة في سوق النفط العالمي.

ومن المرجح بأن يشهد الاستهلاك المشترك للديزل والبنزين هذا الشهر انخفاضا بنسبة تصل

إلى 20%، بالمقارنة بمارس الماضي؛ بسبب القيود المتجددة ومن بينها إغلاق في العاصمة نيودلهي لمدة أسبوع.

تراجع الطلب على منتجات النفط في الهند

بدوره، أوضح سينثيل كوماران، رئيس قسم نفط جنوب آسيا في شركة (إف جي إي)

للاستشارات الصناعية، بأنه وظل احتمالات بأن يستمر الإغلاق لعدة أسابيع أو حتى لشهرين،

فإن إجمالي الطلب على المنتجات النفطية الرئيسية في الهند سيشهد تراجعاً كبيراً.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه معالجات النفط الرئيسية تشتري الخام، فإن ملامحا بدأت تظهر

بأنه وعلى الأغلب سيتوجب تقليص عمليات التكرير للتكيف مع انخفاض الطلب.

وبحسب الأرقام الأولية لمبيعات الصناعة فإن الطلب على الوقود تأثيرا كثيرا، خلال النصف

الأول من إبريل الجاري، وبناءً على التوقعات فإن الوضع يتجه نحو الأسوأ، في ظل مخاوف

فرض الحكومة المركزية في الهند إغلاقا شاملا للبلاد؛ للحد من انتشار الوباء.

كما وأشار مسؤولون من المصافي وتجار التجزئة، إلى أنه وفي الوقت الذي كان فيه الطلب على

وقود السيارات مرناً خلال الوباء، حيث تجنب الناس وسائل النقل العام لصالح قيادتهم

لسياراتهم ولدراجاتهم النارية بهدف تجنب العدوى.

فإن التحذيرات الجديدة من قبل حكومات الولايات تثني الناس عن مغادرة منازلهم ما لم تكن

لحالات الطوارئ، أو للحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما أضر بشكل كبير بمستويات الاستهلاك.

تهاوي مبيعات الوقود

وفي ذات السياق، قال مسؤول محطة لتعبئة الوقود في المنطقة الشرقية من نيودلهي، إن

مبيعات الوقود هوّت بنسبة 90%، في يوم الثلاثاء وهو اليوم الأول من الإغلاق الذي يستمر

مدة أسبوع في العاصمة.

كما وقدرّت شركة (إف جي إي)، تراجع الطلب اليومي على البنزين بمقدار 100 ألف برميل في إبريل،

وبـ 170 ألف برميل يومياً في مايو المقبل، فيما توقعت انخفاض استهلاك الديزل بمقدار 220

ألف برميل، وبـ 400 ألف برميل يومياً لذات الشهرين.

ووفقا لبيانات رسمية، فإن مبيعات وقود السيارات والديزل في مارس وصلت إلى مستوى بنحو

750 ألف برميل، وبـ 1.75 مليون برميل يومياً، على التوالي.

وربما تكون (مؤسسة نفط الهند)، أكبر شركة بيع بالتجزئة للوقود في البلاد، مجبرة على خفض

معدلات معالجة الخام، في حال انخفاض الطلب على المنتجات البترولية بشكل كبير، وخاصة الديزل.

كما ولجأت الحكومة الهندية في المرحلة الحالية إلى فرض عمليات إغلاق محلية، إذ تسعى الحكومة

إلى تجنب تكرار الإغلاق على مستوى البلاد الذي شهدته العام الماضي، والذي دفع الطلب إلى

أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد في أبريل 2020.

تضرر عمل النقل بالشاحنات

جدير بالذكر بأن أزمة تفشي الجائحة قد تعرقل قيود حركة النقل بالشاحنات في الهند، وتُعد

أساس الاقتصاد الهندي والطلب على النفط، والتي كانت تتعافى ببطء من تداعيات كورونا في العام الماضي.

وكشف نافين كومار جوبتا، أمين عام (اول إنديا موتور ترانسبورت كونغرس)، ويمثل 9.3 مليون

سائق شاحنة وحوالي 5 ملايين مشغل حافلات وسيارات سياحية، بأن “الأعمال تراجعت إلى النصف”.

كما وتابع جوبتا، بأن سائقي الشاحنات الصغيرة ومشغلي الحافلات وسيارات الأجرة السياحية

والنقل المدرسي من بين أكثر الفئات تضرراً، وأدت القيود الأخيرة إلى نزوح جماعي جديد للعمال

المهاجرين خوفاً من فقدان الوظائف.

وكانت شركة (إف جي إي) للاستشارات الصناعية، قدرّت بأن المركبات التجارية تمثل نحو 80%

من استهلاك الديزل في البلاد، وهو الوقود الأكثر استخداماً في الهند.

وتباطأت الأنشطة الصناعية بالفعل في بعض الولايات، إضافة إلى الانخفاض الحاد في القيادة

في المدن الكبرى، وإن هذه المدن تساهم في الجزء الأكبر من الطلب على البنزين والديزل في الهند.