واشنطن- بزنس ريبورت الإخباري|| حقق الدولار الأمريكي ارتفاعات قوية منذ بداية العام على عكس التوقعات بأن هناك تراجعات ستشهدها العملة الأمريكية، وهو ما أحدث ارتباكا في الأسواق العالمية.
وتفاجأ محللو “وول ستريت” من الارتفاع على الدولار الأمريكي، والذي جاء على خلاف توقعاتهم وأمنياتهم، ليرتفع منذ بداية العام بأكثر من 3.6%.
ويقيس مؤشر الدولار، أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، واستطاع خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري، تسجيل أفضل أداء منذ عام 2018.
الدولار الأمريكي
ولعل المكاسب القوية التي تحققت منذ بداية العام حتى الآن أدت إلى إرباك المحللين الذين توقعوا أن يؤدي حدوث انتعاش عالمي قوي إلى دفع العملة الاحتياطية العالمية إلى أدنى بنسبة 3% هذا العام، وهي من أقوى توقعات الإجماع في 2021.
بدلا من ذلك، الدلائل على أن أداء الولايات المتحدة سيتفوق على الاقتصادات الرئيسة الأخرى دفعت الدولار إلى أعلى.
قال جيم ليفيس، كبير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت العام في إم آند جي للاستثمار: “كان الدولار قويا. هذا ليس مفاجئا نظرا لمقدار التشاؤم الذي دخل الأسواق”.
وأشار إلى أن المستثمرين كانت لديهم، مع دخول العام، مراكز دون المستوى بشكل كبير.
وكانت بعض مكاسب الدولار في الربع الأول لافتة للنظر بشكل خاص. فقد ارتفع 7.2% مقابل الين الياباني، الذي سجل في مارس
أسوأ شهر له منذ نحو خمسة أعوام.
وشهد الشهر نفسه أكبر انخفاض لليورو مقابل الدولار منذ ثلاثة أعوام بينما كان انخفاض اليوان الصيني هو الأكبر منذ مارس 2020.
ثقل على الدولار
وكان الإجماع القوي في نهاية العام الماضي هو أن الظروف النقدية المتساهلة في الولايات المتحدة والتعافي الاقتصادي العالمي
القوي سيلقيان بثقلهما على الدولار، من خلال جذب الشركات والمستثمرين إلى الرهانات في الخارج وتثبيط الطلب على الدولار
باعتباره ملاذا آمنا.
“لكن يبدو أن هذا الرأي قد تم احتسابه مسبقا في سعر الصرف”.
بدوره، قال تيم آش، كبير محللي الأسواق الناشئة في “بلو باي” لإدارة الأصول: “كان أحد أكبر المخاطر لهذا العام هو أن كل تقرير
من جانب البيع كان يقول الشيء نفسه، وهو أن الدولار سيضعف”.
وأدى الارتفاع الحاد في توقعات التضخم إلى إحداث هزة في هذا الرهان المؤكد على ما يبدو، حيث ارتفع بشكل خاص في ضوء
حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار التي قدمتها إدارة بايدن.
وأثار هذا الارتفاع موجة بيع حادة في سوق السندات، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع العائدات، ما عزز الجاذبية النسبية للسندات الأمريكية.
وفي علامة على تحوّل المعنويات، حرك دويتشه بانك بالفعل توقعاته عدة مرات.
ودخل جورج سارافيلوس، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات، عام 2021 متوقعا أن ينخفض الدولار وأن يرتفع اليورو إلى
1.25 دولار بحلول يونيو وإلى 1.30 دولار بنهاية 2021.
وفي منتصف يناير، قال إن “المخاطر تنحرف لمصلحة دولار أقوى في الأشهر المقبلة”، لكن بحلول نهاية فبراير قال إن الوقت قد
حان لبيع العملة الأمريكية مرة أخرى.
أضاف: “نعتقد أن اليورو سيعود مرة أخرى فوق 1.20 دولار خلال الصيف. أحد الأسباب التي تجعل السوق تجد صعوبة في توقع
ارتفاع الدولار هو أن هناك قوتان تدفعان في اتجاهين متعاكسين”.
حزمة التحفيز
لكن بعض المستثمرين يعتقدون أن الانتعاش القوي للاقتصاد الأمريكي إلى جانب حزمة التحفيز التي تبلغ 1.9 تريليون دولار تقريبا
من الحكومة سيتم ترجمتهما إلى دولار أقوى في الوقت الذي يتفوق فيه الاقتصاد الأمريكي على نظرائه في دول أخرى.
وفي فبراير الماضي، راجع محللو بانك أوف أمريكا توقعاتهم لليورو من 1.25 دولار إلى 1.15 دولار في نهاية العام، مستشهدين
بالبيانات المتباينة من الاحتياطي الفيدرالي وحزمة التحفيز المالي الكبيرة والبداية البطيئة لجهود التطعيم الأوروبية.
كتب المحللون في 31 مارس الماضي: “نتوقع أن يرتفع الدولار تدريجيا هذا العام على خلفية الأداء المتفوق في الولايات المتحدة
والتطبيع النهائي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي”.
