تجارة- بزنس ريبورت الإخباري|| كشفت مصادر مطلعة بقطاع التأمين، عن تحمل شركات التأمين معظم تكاليف أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة (EVER GIVEN)، والتي عطلت حركة المرور بقناة السويس.
وتوقعت المصادر وصول التعويضات التي ستغطيها شركات التأمين إلى مئات الملايين من
الدولارات، إذ بلغت خسائر القناة بنحو 400 مليون دولار في الساعة من البضائع التجارية، وذلك
بحسب القيمة التقديرية للبضائع التي يتم نقلها عبر الممر يومياً، بحسب مجلة (Lloyd’s List).
كما أظهرت بيانات مجلة (Lloyd’s List)، المختصة بالشحن، بأن حركة المرور في القناة
والمتجهة غرباً تبلغ قيمتها نحو 5.1 مليار دولار في اليوم، فيما تبلغ حركة المرور المتجهة شرقاً
بنحو 4.5 مليار دولار في اليوم.
سلاسل الإمداد
وفي ذات السياق، لفتت وكالة موديز للتصنيف الائتماني (Moody’s)، إلى أن أزمة قناة السويس
أدت إلى تعطل حركة نقل البضائع حول العالم، مما يؤثر بالأساس على سلاسل التوريد التي
تضررت بالفعل على مدار الشهور الماضية بفعل الجائحة.
وكان جون جولد، نائب رئيس سلسلة التوريد والسياسة الجمركية في الاتحاد الفدرالي لتجارة
التجزئة، قال خلال أزمة السفينة، بأن الحظر يزيد من الضغط على سلاسل التوريد المتوترة بالفعل.
وأصيبت سلاسل الإمداد العالمية بحالة من الارتباك عندما جنحت السفينة البالغ طولها 400
متر في القناة في الـ 23 من مارس الماضي، إذ استغرقت فرق الإنقاذ المتخصصة نحو أسبوع لإعادة تعويمها.
وأدى جنوح السفينة إلى تعطيل بعض المصانع التي كانت تنتظر وصول بعض قطع الغيار من
الصين، كما أضر بالمتاجر الأوروبية التي كانت تنتظر وصول بعض البضائع المشحونة من دول
جنوب شرقي آسيا لتلبية طلبيات موسم الربيع الذي بات على الأبواب.
كما أثر إغلاق القناة على نحو 400 سفينة، واضطر البعض إلى الدوران حول أفريقيا من أجل
توصيل الإمدادات إلى الأسواق العالمية.
تأمين الأضرار
وفيما يتعلق بأضرار حوادث السفن، فإن معظم السفن تمتلك تأمين حماية وتعويض، يغطي
مطالبات الأطراف الثالثة في مسائل عديدة، مثل الإضرار بالبيئة والإصابات البشرية، إلى جانب
تغطيتها خطط تأمين منفصلة الأضرار المادية التي قد تلحق بجسم السفينة أو معداتها.
بدوره، أوضح مدير المطالبات لدى نادي الحماية والتعويض البريطاني، آلان ماكينون، وهو من
الجهة المؤمنة على إيفر غيفن، بأن النادي يتوقع مطالبات بحق مالك السفينة من هيئة القناة
عن الأضرار المحتملة وفقد الإيرادات.
بالإضافة إلى مطالبات من بعض مالكي السفن التي تعطلت رحلاتها، متوقعاً تلقي مطالبة من
السلطات المصرية قريباً، وأن تتوالى مطالبات مالكي السفن الأخرى على مدار الأشهر المقبلة.
وستبلغ قيمة التعويضات التي سيغطيها نادي الحماية والتعويض البريطاني، مبلغ 10 مليون
دولار الأولى، من خسائر الحماية والتعويض، وما يزيد على ذلك، ستغطيه محفظة أوسع من
نوادي الحماية والتعويض بما يصل إلى 100 مليون دولار.
ومن ثم شركات إعادة التأمين مثل (لويدز لندن) بما يصل إلى 2.1 مليار دولار، وتساهم نوادي
الحماية والتعويض ضمن جزء إضافي قدره مليار دولار من الغطاء التأميني.
وتُعد لويدز لندن، والمعروفة بلويدز، وهي سوق للتأمين، خلافا لمعظم منافسيها في هذه
الصناعة، وهي ليست شركة بل هيئة اعتبارية يحكمها قانون لويدز من 1871 وقوانين البرلمان.
تقديرات لأضرار الحادثة
وفي مارس الماضي، توقع أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن تبلغ الخسائر والأضرار
الناجمة عن جنوح السفينة إلى نحو مليار دولار، ولكن الرقم الدقيق سيتضح بعد التحقيقات،
والتي من غير الواضح متى ستكتمل.
كما أشار المحللون في دي بي آر إس مورننغستار (DBRS Morningstar) إلى أن إجمالي الخسائر
المؤمّن عليها سيبقى في المتناول؛ نتيجة قصر فترة إغلاق القناة بشكل نسبي.
إلا أن لويدز لندن لفتت إلى أن حادث جنوح السفينة سيسفر على الأرجح عن ” خسارة كبيرة
” لسوق التأمين، وإلى أن إعادة التأمين التجاري لن تقل عن 100 مليون دولار.
ورجح سماسرة بأن التأمين على جسم السفينة ومعداتها في حالة سفن الحاويات التي بحجم
إيفر غيفن، غالباً ما يكون في حدود 100 إلى 140 مليون دولار.
