عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| تراجعت أسعار النفط بضغط من متحور دلتا “كورونا”، وكذلك ارتباك بيانات الطلب والعرض التي تظهر تباينا واضحا خلال الفترة الماضية، في ظل بيانات صينية ضعيفة.
وتعاني بيانات الطلب والعرض من أسعار النفط، في ظل ترقب لبحث مصير الزيادات الشهرية التي بدأت الشهر الجاري، والتي تقدّر بـ 400 ألف برميل يوميا، في الاجتماع المزمع في سبتمبر المقبل.
ووفق خبراء، فإنه من المتوقع أن تعود دول أوبك+ لتثبيت الإنتاج انتظارا لتعافي الطلب بشكل مستقر، بينما يرى آخرون أن “أوبك+” ستمضي قدما في خطتها السابقة.
أسعار النفط
ويقول خبراء نفط إن ضعف بيانات الاقتصاد الصيني وبخاصة النشاط الصناعي كان له أثر واضح
في استقرار سوق النفط، حيث تأثرت السوق في الصين تحديدا بارتفاع مخزونات المنتجات
النفطية وضعف هوامش التكرير ومحدودية حصص تصدير المنتجات، وهو ما يمكن أن يحد من
عمليات التشغيل في الربع الثالث من العام الجاري.
وذكر المختصون أن الصين قادت الانتعاش الاقتصادي العالمي عقب اندلاع الوباء حتى الآن،
ولكنها تواجه حاليا أعباء نمو أبطأ، وتجري حاليا عمليات التقييم المستمر لصعوبات نمو الطلب
على النفط في المستقبل.
ونوهوا إلى توقعات مضادة من محللين دوليين بأن الطلب على النفط الخام سيستمر في
الارتفاع في آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية إضافة لأوروبا.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية إن
سوق النفط الخام بدأت الأسبوع على تراجع بسبب الضغط المستمر من العوامل السلبية
الكابحة لتعافي الأسعار.
خاصة مع فرض قيود معينة لإبقاء جائحة كورونا تحت السيطرة، خاصة توقعات تراجع إنتاجية
الصين من التكرير إلى نحو 14.6 مليون برميل يوميا في الربع الثالث مقابل نحو 14.7 مليون برميل
يوميا في الربع الثاني.
وأشار إلى القلق من ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في الصين، وتأثيرها في إضعاف الطلب،
ويضاف إلى ذلك تداعيات الفيضانات والإعصارات وارتفاع الإصابات بمتغير “دلتا” في عديد
المقاطعات، ما يحد بشكل واضح من الطلب المحلي.
ويضيف ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة أن المخاوف في
السوق تتسع من عودة الخلل بين العرض والطلب، حيث يشهد العرض زيادات تدريجية، بينما
يعاني الطلب شبح الإغلاقات والقيود وتقييد السفر، خاصة في ضوء سياسة بكين الصارمة
تجاه متغير “دلتا”، التي قد تلقي بفترة قاتمة على إنتاج النفط الخام في البلاد.
مراقبة بقلق
ومن جانبه، يقول ماثيو جونسون، المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات إن السوق
تراقب بقلق بالغ معدلات انتشار متغير دلتا ونسبة الشفاء وتوزيع اللقاحات.
واعتبر أن تحسن تلك المؤشرات يدعم معنويات السوق، وينعكس إيجابا وبشكل سريع على
تعافي الطلب العالمي على النفط الخام.
وتوقع استمرار إجراء زيادة الإنتاج من جانب مجموعة “أوبك+” بشكل مطرد كل شهر بنحو 400 ألف برميل يوميا على الرغم من تعثر الطلب اللافت، وأن تبقى زيادة الإنتاج التدريجية في الشهور المقبلة.
وتضيف نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية إلى أن الآمال ما زالت قوية في القدرة على احتواء خطر متغير دلتا من فيروس كورونا.
وفي حالة تحقق ذلك على المدى القصير سيمثل نقل نوعية وخطوة بارزة على طريق تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، خاصة أن الصين رصدت أعلى مستوى من حالات الإصابة بالمتغير منذ يناير الماضي.
وأشارت إلى أن العالم اكتسب خبرة جيدة، وتقدما ملحوظا في محاربة الوباء منذ العام الماضي، لذا نجد الطلبين الأمريكي والأوروبي ما زالا قويين.
كما تضمنت مواجهة الصين للأزمة حتى الآن تطبيق عمليات الإغلاق المرن والاختبارات الجماعية، وحظر السفر الجزئي بين المقاطعات، وتفادي سيناريو عمليات الإغلاق الأكثر صرامة.
