دمشق- بزنس ريبورت الإخباري|| تزداد معاناة السوريين من عدة أزمات اقتصادية واجتماعية محلية، تتصدرها ارتفاع الأسعار مع تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.
وأظهرت دراسة محلية معاناة العوائل السورية مع ارتفاع تكلفة المعيشة بنسبة 11%.
وأوضحت الدراسة الصادر عن مركز “قاسيون”، ارتفاع اجمالي مصاريف العائلة السورية من 660 ألف ليرة مع بداية الربع الثالث من عام 2020، إلى 732 ألف ليرة سورية في الوقت الحالي.
بسبب هبوط الليرة
وعزت الدراسة ذلك، إلى هبوط سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، من 2270 ليرة مطلع أكتوبر عام 2020 إلى نحو 2900 ليرة في الوقت الحالي، في السوق السوداء،
ووفقا للمركز السوري فإن زيادة تكلفة المعيشة، جاء على إثر ارتفاع تكلفة ما تنفقه الأسرة المكونة من خمسة أشخاص على ثماني حاجات أساسية، وهي “الغذاء، والسكن، والصحة، والتعليم، والملابس، والأثاث، والنقل والاتصالات”.
وارتفعت تكاليف الغذاء والمشروبات الأساسية، بمقدار الخُمس، بين سبتمبر2020 ويناير 2021.
وذكرت الدراسة بأن احتياج العائلة من خمسة أشخاص من الغذاء، بلغت قيمته 376 ألف وخمسمائة ليرة سورية، تتضمن الأغذية اليومية الضرورية لكل فرد، مضافا إليها الزيوت والمشروبات الضرورية.
بسبب أسعار الغذاء
وأرجعت الدراسة ارتفاع التكاليف المعيشية إلى الزيادة في أسعار الغذاء من “خبز، حبوب، خضار، فواكه، زيوت، لحوم”.
وقدرت الدراسة المختصة، بقية التكاليف الأخرى، ومنها تكلفة السكن الشهرية عند 130 ألف ليرة، الأثاث المنزلي 36.900 ليرة، الصحة 33.500 ليرة، تكاليف التعليم 30 ألف ليرة، الملابس 23 ألف ليرة، الاتصالات 11 ألف ليرة.
وأضافت نسبة 8% للاحتياجات الأخرى، ليبلغ اجمالي التكلفة لـ 732 ألف ليرة.
وعلى إثر استئناف عمليات تصدير الخضار والفواكه واللحوم إلى السعودية وروسيا، وارتفاع أسعار السلع الصناعية، فإن أسعار السلع الغذائية شهدت زيادة كبيرة.
إضافة إلى ارتفاع أسعار مشتقات الطاقة، حيث ارتفعت أسعار المازوت الصناعي في أكتوبر الماضي إلى 650 ليرة سورية
للتر لواحد، بزيادة نسبتها 116%، ما تسبب في ارتفاع الأسعار، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة.
البقاء على قيد الحياة!
وبحسب الخبير الاقتصادي، علي الشامي، فإن شريحة كبيرة من المواطنين السوريين تزيد نسبتهم عن 80% من عدد السكان،
استثنوا البروتين الحيواني من قائمة مشترياتهم.
وعزا الشامي ذلك غلاء الأسعار، حيث يزيد سعر الكيلو الواحد من لحم الخروف عن 13 ألف ليرة، وانتشرت ظاهرة شراء
الفواكه بالحبة الواحدة، بعد وصول متوسط سعر كيلو الفواكه إلى نحو 2000 ليرة سورية.
ولفت الشامي إلى أن “المواطن السوري بات يركز في استهلاكه على ما يبقيه على قيد الحياة، كالخبز الذي ارتفع سعره 100% خلال الفترة الأخيرة”.
وأضاف: “كما ويعمل على تأمين طرق التدفئة، في ظل انقطاع الكهرباء ونفاد المازوت من الأسواق وانتشار أسواق سوداء
لمشتقات النفط أوصلت سعر ليتر المازوت إلى أكثر من 1000 ليرة سورية”.
وتابع: “سعر الليتر للمواطنين (في البطاقة الذكية) يبلغ 180 ليرة، ولكن الحكومة السورية ألغت توزيع المازوت المدعوم،
بعد أن خفضت الكمية إلى 200 ليتر للأسرة خلال العام”.
وانتقد الاقتصادي السوري، تصدير الحكومة غذاء السوريين من الخضار والفواكه واللحوم إلى روسيا ودول الخليج، في ظل ارتفاع الأسعار.
أزمة غذاء
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حذر في يونيو الماضي، من أن سوريا ستواجه أزمة غذاء غير مسبوقة.
وأشار برنامج الأغذية إلى أن أكثر من 9.3 مليون شخص يفتقرون إلى الغذاء الكافي.
أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، قالت إن 90% من سكان البلاد السورية يعيشون تحت خط الفقر،
والذي يبلغ متوسطه 2 دولار في اليوم، بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.
ومن الجدر بالذكر أن الليرة السورية في عام 2011 كانت تساوي 50 ليرة مقابل الدولار الواحد، ولكنها الآن تساوي
2800 ليرة مقابل الدولار، وهو السبب الرئيسي في ارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب تصدير المنتجات.
ووفقا للتوقعات، فإن العام 2021 ربما يشهد مزيداً من موجات الغلاء، وزيادة نسبة الفقر.
لمتابعة أخر التقارير الاقتصادية العربية والدولية انقر هنا
