قالت وكالة بلومبيرغ أن المملكة العربية السعودية تشعر بقلق متزايد بشأن الوضع في اليمن المجاورة، حيث صعد مسلحو الحوثي المدعومين من إيران أعمالهم العدائية مع إسرائيل وهددوا بمهاجمة المملكة الغنية بالنفط بسبب مزاعم بأنها تشن حربًا اقتصادية ضدهم.
وأشارت الوكالة أن الرياض تخشى الانجرار إلى صراع مباشر جديد مع الحوثيين، وفقًا لعدة أشخاص مطلعين على استراتيجية الحكومة السعودية، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر.
حاربت المملكة العربية السعودية الجماعة المسلحة سابقًا لمدة سبع سنوات من عام 2015 في صراع دمر اليمن، مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 370 ألف شخص بسبب القتال والمجاعة.
لفهم الأسباب التي تجعل المملكة العربية السعودية تسعى لتجنب تجدد الحرب مع الحوثيين في اليمن.
1. تأثير الحرب على الاقتصاد السعودي:
- تكلفة الحرب: إن تجدد الصراع العسكري مع الحوثيين يمكن أن يكون مكلفًا جدًا من الناحية المالية. السعودية أنفقت مليارات الدولارات على الحرب في اليمن منذ عام 2015، والتكاليف تشمل الإنفاق العسكري المباشر وتكاليف إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية.
- الاستثمارات الأجنبية: تجدد الصراع يمكن أن يؤثر سلبًا على مناخ الاستثمار في السعودية. المخاطر الأمنية العالية تجعل المستثمرين الأجانب يترددون في ضخ أموالهم في البلاد، ما يؤثر على خطط السعودية لتحقيق التنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030.
2. الحفاظ على الاستقرار في أسواق النفط:
- الإنتاج والتصدير: السعودية تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. أي تصعيد عسكري يمكن أن يهدد منشآت النفط في المملكة ويعطل الإنتاج والتصدير. الهجمات السابقة على منشآت أرامكو في بقيق وخريص في 2019 تعتبر مثالاً واضحًا على تأثير مثل هذه الصراعات على إنتاج النفط السعودي.
- أسعار النفط: الصراع في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط العالمية. في حال تضررت إمدادات النفط، يمكن أن ترتفع الأسعار بشكل كبير، ما يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية عالمية غير مستقرة.
3. التكاليف الإنسانية والاجتماعية:
- المساعدات الإنسانية: الحرب تؤدي إلى تزايد الحاجة للمساعدات الإنسانية، ما يشكل عبئًا إضافيًا على الاقتصاد السعودي. السعودية تعتبر من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في اليمن، وتكرار الصراع يعني المزيد من الإنفاق في هذا المجال.
- الضغط الدولي: تجدد الصراع يجلب انتقادات وضغوط دولية على المملكة. المجتمع الدولي قد يفرض عقوبات اقتصادية أو يتخذ إجراءات أخرى تؤثر سلبًا على الاقتصاد السعودي.
4. التحديات الداخلية:
- التنمية والإصلاحات الاقتصادية: السعودية تعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية واسعة تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز القطاعات غير النفطية. تجدد الصراع يمكن أن يحرف التركيز والموارد عن هذه الإصلاحات المهمة.
- الاستقرار الداخلي: الاستقرار السياسي والاجتماعي داخل السعودية يعتبر مهمًا لجذب الاستثمارات وتنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبيرة. تجدد الحرب قد يسبب توترات داخلية ويؤثر على الثقة في الحكومة.
المصدر: بلومبيرغ
